07‏/04‏/2017

سجينًا في هذا العالم  : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لحظة دامية كأحشاء الأرض
ما استطاعت أن تنزع من الزمن
مأوي لولادة الظلال المنحرفة
ابحث عني فيمَ يمضي و لا يعود
في ظلامي هذا
استطيع أن أمد يدي
و أقرأ النجوم كصفحة مكتوبة ؟
وحيد هنا في عليائي
سجينًا في هذا العالم
و سجينًا سأبقي
لا نوافذ مُشرّعة للريح
هواءٌ يمضي بلا أحلام
لا أحد يتنهد سواي
مرتجفًا أمد يدي
و أنت
بكفك القاسي
تغادرني أيها العابر ؛
ذلك الذي أحببت
ذلك الذي ناديته :
نجومًا بلا سماء
أقمار بلا وطن
ذلك الذي بجدائله يحرك
الصمت .
هل ثمة من هو قادر علي تذكري ؟
الشرفة الجريحة ؟
الريح العابرة ؟

هنا في بلادي : لـ | وليد حمدي اسرائيل

هنا ،
في بلادي 
تخضع المبادئ أو يُحدد معناها بأنها شيء معكوس
يخضع الآني للماضي
الواضح للخفي 
العادي لغيرالعادي
الأخلاقي لغير الأخلاقي 
و الحاضر لنوع من المستقبل 
المُبهم . .
هنا ،
لا شيء سوي 
الشهوانية
و الظلم 
و الموت
هنا ، 
الألوان لا تتشعشع 
لكنها صامتة لا تتحدث إلي عيوننا
لكنها
تجتمع في صمت 
حول الدوائر المُضيئة التي تقع فيها 
مآسي الموت
هنا ، 
كره الناس الأحمر و الأسود ؛
لكثرة رؤيتهم الدم 
و توشحهم بالسواد
و أحب الحكام
الأحمر و الأسود
لونا الملابس الداخلية للحسناوات
هنا ،
تختلط الأمور ؛
يتم القضاء علي الفقر 
بقتلهم
و يقلدون الرجل الحكيم بطريقة سيئة
لكن 
اللص بطريقةٍ جيدة
و لا يُصبح أحدهم رجلًا إلا 
حين يُعمد بين فخذي إمرأة
هنا ،
طوبي للعٌمْي لأن أعينهم
لا تبصر 
طوبي للبُكْم لأن آذنهم
لا تسمع
الحق و الحق أٌقول : 
إن كثيرين تمنوا ألا يروا 
لكنهم يرون
و ألا يسمعوا 
لكنهم يسمعون
هنا ، 
لن تكون الأمور جيدة 
إلا إذا أصبح 
الحب أهم من المال
و كل ما هو حي بداخلنا 
أهم من الأمن
و الحرية
أهم من رأي حزبي أو عام .

عليكَ أن تضيع : لـ | وليد حمدي اسرائيل

إذا أردتَ أن تهتدي إلى نفسك
عليكَ أن تضيع
الهزائمُ
هي التي تُعلِّمنا
العطاءَ
من قال إننا نريد استبدالَ العالم؟
لا نريدُ سوى احتمالِه
وبُرعمُ كرامة
هذا النور
ليس للوصف
تائهان يلتقيان
يتبادلن نظرةً خاطفة
ولا يدرين
ما هو الأجملُ
اليدُ تَنفتحُ ؟
إغماض العينين؟
زاويةِ الشّفاه المُزهرة ؟
على روؤس الأصابع
فوق النور يسيرون
و لا يعلمون
إلي أي مدي ستغامر اليدين .

ليس صحيحًا : لـ | وليد حمدي اسرائيل

ليس صحيحًا أنهما
صديقان حميمان
فيما يبدو يمتلكان النظرة الجائعة نفسها
للحياة .
ليس صحيحًا أنهما عاشقان
هي تشعر بالأمان بين ذراعيه
و هو يخفي دموعه بين ثدييها
وداعه لها وحدها قبل السفر
لأنه يريد شيء يستحق يعود
لأجله
أيضًا، يوفر لها سببًا للانتظار .
حكاياتها عن شابِ
حاول في الباص
أن يتحسسها
لا تتوقف
رغم كونها عاهرة قديمة
تقسِمُ أنه حاول بصدق
و تفرح كثيرًا
بتقبيل يدها من رجل لا يعرف ماضيها .

كبرت  : لـ | وليد حمدي اسرائيل

كبرت
افترقت و صديقك
تزوجت ابنة الجيران واحدًا غيرك
سافرت البنت التي تقاسمت الحلوي معها
الحلوي التي تؤلم أسنانك الآن عند تناولها
كبرت
و كبرت أختك و لم تعودا تتشاجران
تزوجت و أنجبت
يسألك ابنها من يقول لك يا " خالو " عن المال
و أنت من كنت تسأل عن المال حتي وقت قريب
كبرت
تجذّر و اسوّد الشعر الأصفر النابت في وجهك
مات صديقك الذي كنت تهرب معه من المدرسة
توقفت عن " التأتأة "
و أصبحت أكثر ميلًا للصمت
زاد انحناء ظهرك للأمام
تبذل جهدًَا لتحافظ علي توازن مشيتك
كبرت
و عرفت معني الموت
في طفولتك لم تكن تحمل همًا
لم تكن لديك حسابات لأي شيء
لم تكن تفكر نادمًا في الماضي
لم تكن قلقًا بخصوص المستقبل
كبرت
و لا أحد يغفر لك أخطاءك
لا أحد يمنحك فرصة ثانية
فقدت كل لذة كنت تملكها
و أنت طفل .

خططه الاستراتيجية : لـ | وليد حمدي اسرائيل

خططه الاستراتيجية تركزت
في الاشتغال علي أن يكون مديونًا
للكثيرين
كي يجرحوا وحدته
كلما طالبوا
بديونهم .
في النهار
يحرق لفافات التبغ
و يصطنع الابتسامات للعابرين
في الليل
ينتقي طريق مظلم
يمشي فيه
ربما
تندلق الدموع التي حبسها
طول عمره
و لا يراه أحد .

 تقيس عمرها : لـ | وليد حمدي اسرائيل

كانت
تقيس عمرها
بمدي تيبس روحها
لم يقدر أحد أن يوقفها عن البكاء
حين ماتت أمها بالأمس
ترد عليهم :" كنت أحبها ، أصبحت وحيدة "
كانت وحيدة منذ ولادتها
و لم تكن تحب أمها
أحبتها يوم وفاتها
لـأنها وفرت لها فرصة حقيقية
لتبكي كل الحزن في عمرها
دون أن يلحظ أحد السبب الحقيقي
لبكاءها
أو لأنه لم يسمعها أحد
حين قالت لله :" أنت شاهد علي حياتي
ألم تنتبه لكل حزني هذا "
لم يسمعها أحد
حسبوا أنها كانت تدعي
لأمها
لا تشكو حظها من
الدنيا

قصيدة مفتوحة على التأويل : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لست رومانسيًا
و أشاهد فيلم تيتانيك
لأتحدث معكِ عنه
لأنكِ تحبينه
لست مرحًا أيضًا
لكني أحاول معرفة الكثير من النكات
كي اجعلكِ تضحكين
أركز في كل ما يحصل حولي
كيف سار يومي
ما الذي طهته أمي
لماذا تشاجر الجيران
كل هذا لأجل أن أطيل الحديث معِك
لأجل أن أبقي جوارك أطول وقت ممكن
سأخبرك بشجاعة و كبرياء امرأة تقف أمام رجل
و تطلب منه أن يحبها
عن كل اخطائي التي أخجل منها
حتي أني قد أدعي الحزن
لتأخذي رأسي علي صدرك
و أفوز بضمتك الحلوة
كتعلق إمرأة بذراع حبيبها
سأخبرِك أني مفتون بالعيون
كي أطيل النظر لعيونِك
الجميلة
كقصيدة مفتوحة على التأويل

بفرض أن  : لـ | وليد حمدي اسرائيل

بفرض أن
الظل إبن النور
و الندى دمع النباتات
و البيوت مجرد خيام من الأسمنت
ريح قوية تقدر على اقتلاعها
و أن الموت عظيم بالنسبة لصرصار
سيحمل جثته جيش من النمل كما إمبراطور
بفرض أن أسماءنا شيء يُذكر
و أن ما بيني و بينِك ثبت حبًا
و بغض النظر عن أن
غيابك يجعلك حاضرة في كل شيء
و حضورك يلغي وجود أي شيء غيرك
و أن الحنين إليكِ يتربص بي
كما يتربص الثعلب بفراخ الفلاحين
ما العمل في الشوك الذي يملأ
"المسافة بين شفتي و جلدك "
و بما أن الخوف من الألم أكبر من الخوف من الله
فأنا أخاف من أن يصبح رأسي ثقيلًا على كتفي
لابد من إنزال هذا الحب الحجر الثقيل عن ظهرنا
لا أنا أملكني و لا أنتِ تملكينني
بعيدًا عن الوجوه التي تراكي و لا تراكي
كل شيء يشوهه الزمن
و يسكنه
النسيان
و الحب الذي بيني وبينك
هو كل شيء
و خرابه.

القلوب كالبيوت : لـ | وليد حمدي اسرائيل

الحياة التي تداعب قلقنا بمخالبها 
سنتآمر عليها و نضحك 
أحزاننا ننسجم معها كأننا ولدنا بها 
لن نندب الحب الذي اخترعناه
و لا الروح التي ضاقت بها الأنفس 
سنفتش في كل إنش من الروح 
عن أي نبتة كراهية لنحرقها 
لندرك أننا أحياء 
ما دمنا قادرين على الحب 
في أي وقت 
و في أي مكان 
القلوب كالبيوت
ينبغي العناية بتعميرها
ضحكتِك لا تزال حاضرة و حية 
و ما دمت لا أخطئك 
فأنا طاهر من أي خطأ 
في هذا العالم الملئ بالأخطاء

الحب الصحيح : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أحبِك
دون علة أو سبب
حبِك يشبه جنيات ملونة
و لا أشبهِك طبعًا
فأنتِ لا تشبهين أحدًا
أحبِك
بذاكرة هشة
أنسي كل مر
فلا تكون مرارة بيننا
أنسي كل حلو لأكرره
كل شيء معِك في مرته الأولي
" الحب الصحيح يدوم "
يقول عزرا باوند
الحب الصحيح ؟
لا أعرفه
لكني سأتعلمه معِك
حبِك
الذي يجعل الروح
صحيحة
و خفيفة .

في خندق واحد يا حبيبتي : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أنا و أنتِ في خندق واحد يا حبيبتي
الخندق الذي حفرناه سويًا لنحتمي فيه
أنا و أنتِ في خندق واحد يا حبيبتي 
لكن الشوك فيه كثير
بيني و بينك
سيدمينا إن حاولنا الاقتراب و لو إنش واحد 
السهل لم يعد سهلًا
و كل حائط نستند إليه خوف قديم 
كل شيء تغير
لا أولاد يلعبون في الشوارع
لا عشاق يتضاحكون
النهار مليئة بالروتين
و الليل دون حلم
أنا و أنتِ 
لم نعد متعانقين
كل هذا سيطول
سأعود إلي نفسي 
أتعرف عليها
خدر خفيف
غير مشغول بمراقبة الوقت
سأتعلم
أن التحديق في الفراغ
و أنا مرتاح البال 
هو ما يهم
و لو أخطأ النور
روحنا الممزقة

الجنرال : لـ | وليد حمدي اسرائيل



الجنرال يجلس في قصره بعدما سرق دور الثائر ، يحمي الحياء من الخدش بينما عساكره في الشوارع يفضّون بكارات البنات
و يفقأون عيون المارة بالرصاص ، يغسل يده من الدم .. يخرج للقتلة الذين ينتطرونه .. يقف خلف ستار بينما يحوطه حرسه
ليتحدث عن جمال المجزرة .. يجاهد بصوته ليقول : " هذا هو التطلع المنشود " و من حوله يتسابقون بالهتاف له ،
بفرض أنهم يعرفون طبعًا معني التطلع أو المنشود فيما يجلس الناس على المقاهي أمام التلفزيون و يقولون : " جدع يا باشا "

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي