28‏/02‏/2017

رسائل من المنفى : لـ | وليد حمدي اسرائيل

رسائل من المنفى
(1)
ماذا تفعل السماء بالارض؟
ماذا يفعل الله بالمخلوقات؟
ماذا تفعل النساء في الحرب؟
ماذا يفعل الحب بالعشاق؟
ماذا تفعل الطيور بالرسائل؟
القادمة من المنفى
بين جناحِ الحب
وذكريات المنفى في ذاكرتها
يكون الحب مقتولاً 
في نهاية المطاف
يصبح القلب في بحر الحزن
دماً
ويسير في عروقي
رسائل من المنفى(2)
تسألني الرياح لماذا لا تبتسم !!
أقف صامتاً
أنا مبتسم أمامكِ
فهذا يكفي
كانها لا تجيد الحب
أنها لا تعلم كيف يموت المرء
بين احضان الحرب
رسائل من المنفى(3)
ذكراكِ يا حبيبتي
بكلمة الجنون
عندما بدأت أكتبُ عنكِ
بحاراً من القصائد المخفية
ومنذ بداية الكلمة الاولى
من كلماتي
حصلت على "ماذا افعل بك"
اجذبيني اليكِ ماذا ستفعلين؟
ايتها الحائرة
رسائل من المنفى(4 )
كلماتي التي على وشك الرحيل
وذكرياتي الاتية
هي أنتِ لوحدكِ
في داخلي
بين شرايني 
أفعلِ بي ما تشائين
لا تقولي لي
ماذا أفعل بك؟

أنا فاشل عظيم : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لا أقلل من شأني 
ولكن كل ما في الأمر
هو أنني أحببتُ فتاة
تسرق من صدري 
كل نبضاتي
وتعودُ لي مع قبلة
في كل حلم
وتترك في جسدي
طعنة بسكين حاد
ثم ترحل
وهذا ما يبرهن على أنني
شاب فاشل
*
شاعرة 
لا تحمل في حقيبتها
أي قصيدة 
أو حتى ومضة بسيطة
لانها تحمل ديوان كامل
في قلبها
وعندما قلتُ لها أحبكِ
صار عقلي شاعر
ومع ذلك
فأنا فاشل
*
أنا فاشل عظيم
.

الله لا يلتقي بالفقراء أبداً : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لطالما تمنيت أن أرى الله في هذا الصباح
وأركض إليه سريعاً
كي أخبره كم أحبكِ
ولكن سرعان ما أكتشفت الأمر السيء
أن الله لا يلتقي بالفقراء أبداً
*
يبدو على وجهي أنني كافر
وعلى ملابسي أنني قروي
وعلى أبتسامتي أنني عاشق
وللأسف يظهر في قلبي خبر مسروق
من مقهى الكافرين
هو أنني أحبكِ
*
معظم أصدقائي فاشلين مثلي
ولكن دائماً نقنع أنفسنا بأننا شعراء
كل ليلة نكتب قصيدة جديدة
تحمل أسم سمكة،سيدة،قديسة،صغيرة،صديقة
وأنا أكفر من جديد
لهذا السبب بالتحديد
أقول للفتاة التي تقيم في خيمة مثلي
عبر حروف جنونية
أحبكِ وأنا المجنون برؤية الملائكة
.

أقوم بمضاجعة إمرأة في سن الثلاثين : لـ | وليد حمدي اسرائيل

حسناً يمكنني أن أفهم هذا وبشكل جيد أيضاً،
وكأنني أقوم بمضاجعة إمرأة في سن الثلاثين،
ولكنني لم ولن أفعل ذلك....أجل أنا متأكد،
حتى لو عن طريق الوهم أو الخطأ،
لهذا كلما ألتقيت بصديقي الشاب،
أستوعب جميع الأشياء التي تحدث،
لأن ذلك واضح جداً على ملامحه،
وكأنه يقول أنه كان يعرف أن كل هذا سيحدث،
مثلاً كان يعرف أن أمه ستتعرض للخطف،
وأن جده سيتعرض لقطع الرأس،
ولكن لحسن حظه كان ذكياً ،
فقرر أن يفعل الكثير من الأشياء مثلاً:
الأبتعاد عن الله بمسافة خيالية عن طريق الفكر،
الأمساك بالقلم والعمل بشكل جيد،
والكتابة في كل الأوراق أنا حر،
وكما هو الحال لدي يا مدن،
كنت أعلم بأنكِ لا تحبيني وأنكِ ستذهبين للمنفى،
ولكنني تجاهلت ذلك لكي أتعرض للوجع،
والحصول على الكثير من الحزن،
فقط لسبب رئيسي ووحيد وهو أن أتعلم كتابة قصيدة،
فتعلمت بشكل لا بأس به كما هو الشاب،
وكل ليلة نلتقي خلف خيمة مجهولة،
ونكتب قصائد عن الحب والحرب،
أجل أنه صديقي الذي يسكن في داخلي،
هناك شخص طلب مني أن أكون صديقاً له،
ومنذ ذلك الحين لا أشعر بالوحدة،
إذن عليّ أن أقول إلى اللقاء،
سنكتب قصيدة جديدة.
...

وليد أسمته على اسم أبيه : لـ | وليد حمدي اسرائيل

كبيرٌ يا هم
كأُمٍ ماتت في حضن وليدها
سلسة الموت
ما يؤلم أن رأت خوفاً في عيون وليدها
آخر ما رأت
ضحكة
لم تمت
منطاد الروح يتهاوى
ثقب كبير
بعود صغير
ويكبر
وليد أسمته
على اسم أبيه
الذي قد مات مريضاً منذ شهور
ورأسه كان بحِجرِها
وليد يشبه أبيه
حُبّها

ما فائدة هذا البياض : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لغتي بيضاء
قلبي ابيض
وكل ما فيكِ ابيض
وهذا الغيم فوقنا يسير ك السلحفاة ، ابيض
فستانكِ ابيض
حقيبتكِ بيضاء ومشد نهديكِ ابيض
يومنا ابيض ، حبنا ابيض
ولكن ما فائدة هذا البياض
ان الغد اسود .
في الغد البعيد او القريب ربما
ستتزوجين من رجل لا يعرف مقاس اصبعكِ
ولم يسألك يوماً في اي يوم نحن ؟
بعد ان اخذته اللحظة الى عينيكِ فجأة
ولم يحسب عدد شاماتك
وكم مرة تقولين احبكَ في اليوم
ستتزوجين من رجل لا يعرف الوانكِ المفضلة ولا حجم قدمكِ
لا يعرف اسرار لهجتكِ وشكل ضحكتكِ
لا يعرف حجم نهدكِ
ولون شعركِ الاساسي
لا يعرف برجكِ وأي مساء تحبين .
لغتي بيضاء
قلبي ابيض
وكل ما فيكِ ابيض
ايامنا بيضاء وحبنا ابيض
ولكن ما فائدة هذا البياض
ان كنتِ ستتزوجين على اية حال
من رجل ربما لا يعرف حتى معنى اسمكِ الابيض . .

١٥ قصيدة حب : لـ | وليد حمدي اسرائيل

١٥ قصيدة حب
( ١ )
لستُ جيداً بما يكفي لاحبكِ مثل نهر
لا ينتبه للاشياء التي تسقط فيه
اشتميني يا حبيبتي
العالم ليس افضل منكِ كي لا تشتميني
اشتميني
كما لو انني
بقعة الزيت على ثوبكِ
والتي اجلت موعدكِ مع من تحبين .
( ٢ )
بعد ان امتلأتا بالشعر والنجوم
اخاف على عينيكِ من الكلام الاعتيادي
اخاف ان تعتادي على الحروف القليلة بحقكِ
اخاف ان تقتنعي بسرعة
حبيبتي ،
ما يقتلني حقاً
انكِ ربما ستحبين شخصاً اقل مني
يقول لكِ : احبكِ
تقولين له : احبكَ
ينام
تنامين
وتستيقظين على صباح الخير فقط .
( ٣ )
وحيداً
انظرُ الى صوركِ باستمرار
احفظ ما ترتدين من ثياب في كل واحدة منها
واحفظ حركاتك
وشكل الوجود على عنقكِ
كل الوجود مستلقٍ على عنقك ك شامة
لدي ما يكفي من الصور
لاعيش
ولاضحك وابكي
ولارتب يومي حسب ثيابك .
( ٤ )
انا المتداول
مثل كأس نبيذ في بار
الخرب تماما مثل هذا العالم
البشع مثل فأس غُرس في شجرة
الوحيد مثل صدر سجين
العبثي مثل حب من طرف واحد
لكنك احببتني
وهذا ينسيني كل تلك الاشياء .
( ٥ )
الغياب : اقوى الفؤس
كل الاشجار التي زرعتها عيناك في قلبي
ها هي الان تُقطع .
( ٦ )
تحوم حولي الطيور
ليس لانني شجرة او فتات خبز او ساعي بريد
بل لانكِ تفوحين من جسدي المر .
( ٧ )
لو كنتُ اعرف ان اشجاركِ تحب الخريف احياناً
لما كنت ربيعاً على الدوام
ولو كنت اعرف ان سفنكِ تحب التيه
لما كنت بوصلة لعينيكِ
لكن امي
التي لم تقرأ كتاباً
ولم تعشق سوى رجل واحد
علمتني ، ان الحب عطاء مفرط فيه
ولو كنتُ ولداً سيئاً
لما خسرتكِ الان .
( ٨ )
احبكِ
لانكِ هادئة وخلاقة
مثل الساعة الرابعة فجراً
احبكِ
لانكِ واضحة
مثل كذبات الاطفال حين يسرقون
احبكِ
لانكِ صادقة
مثل دموع الرجال
احبكِ
لانكِ جميلة
على نحو يجعل الرجال يتصادمون مع بعضهم
دون الشعور بالألم
احبكِ
ولو انكِ تغتسلين بالحبر
لكانت القصائد تخرج من تحت قدميكِ
ولكنتُ الارضية
التي تستلقي عليها الحروف .
( ٩ )
لم اجد من يوبخني
انا الشجرة
التي لا تُثمر الا اذا رُميت بالحجارة
لذلك قررت ان احبكِ مرة اخرى
انا الفتى الذي كلما قال : احبكِ
يسمع خرير في جسده
كما لو انه
قد صار نهراً .
( ١٠ )
حين اعد اصابع يدي العشرة
وانا اجري اختبار الحب
دائما ابدأ بلا احبكِ .
( ١١)
الطبيب الذي اضطره مرضكِ
ان يلامس صدركِ
صار
يكتب وصفات العلاج شعراً .
( ١٢ )
انا شاعر فاشل
وانت تعلمين ذلك
لكنني احاول جاهداً كي تغيري نظرتكِ
اكتب عن الاشياء التي لا تعرفينها
اكتب عنكِ مثلاً
او عن الجانب المظلم من العالم
ذلك الذي
لم تقع قدماكِ عليه .
( ١٣ )
اتذكر
عندما حدثتُ امي عن جرحكِ الواضح
قالت : تكبر وتنسى
كبرتُ
لكنني احببتكِ اكثر .
( ١٤ )
فقط معكِ
يركض العمر مثل غزالة مطمئنة
ويصير الافق منقاراً
يحك راسي
واكتب
نحن الشعراء ما يتناثر من ندى رموشكِ
حين تستيقظين صباحاً .
( ١٥ )
عندما كتبتُ اسمك على شجرة حديقتنا
صار لدينا الكثير من العصافير
ها انا افتح نافذتي
كل صباح
لكي اسمع اسمك بعدة طرق .

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي