23‏/04‏/2017

ابانا الذي في الرئاسة : لـ | وليد حمدي اسرائيل

آبانا الذي في الرئاسة
أترفع عنا الظلم وكلاب الحراسة
هل تكف قبضتك عن أبرياء هم - مساجين السياسة
هل نحن الجهلاء الفقراء
وأنتم العظماء؟
أتلك الحقيقة ، أم أقاويل الوزراء ؟
- سفراء النجاسة -

آبانا الذي في الرئاسة
يارب تلك البلاد
ياتاجر الاكاذيب والدناءة
يا آكل لحوم الغلابة
إلى متي سنراك علي التلفاز ، والسوط في السجون
يرسم علي ظهورهم ندوب الألم
فإن نظرت إلى كفيك ، ستجد الدم
و إن الدمَ بالدمِ
و إن الصحف ، ورفع القلم

آبانا الذي في الرئاسة
قد جلبت علينا غمة وتعاسة
فإلى متي يستمر الغلاء
متي يرفع عنا الغباء
يارب استجب الدعاء

آبانا الذي في الرئاسة
قد جلب دمارا ونجاسة

آبانا الذي في الرئاسة
لك عمرا غير مديد
وعقلا ليس رشيد
وحكمًا غير سديد
ولك حين البعث
مقامع من حديد
و آلف آلف وعيد

آبانا الذي في الرئاسة
هل سمعت بكاء المآذِن
نعيق الكنائس
صراخ الأجراس
نواح الصلبان
تفجير المسجد يوم الجمعة
وكنيسة حين القداس

آبانا الذي في الرئاسة
أرأيت صور العذراء
تبكي علي صلب يسوع
الدم يتفجر كالينبوع
الأرض دماءبيت الرب دماء
الوطن العربي دماء
قتل ، تفجير ، ارهاب ، تدليس
يا من تدعي بالرئيس
قد جفت الصحف ورفع القلم
ولا بد من حرق العلم
ورفع راية الثوار
وليكن لنا في القصاص
من عصر عهرك حياة
وليكن لنا في القصاص
من عصر عهرك حياة

آبانا الذي في الرئاسة
هل تنتهي المعاناة ؟!


على هامش الذكرى : لـ | وليد حمدي اسرائيل

على هامش الذكرى ...
لاتزالين هنا
غائبة ، حاضرة
متشبثة بأعماقي
ترتقين الفراغ داخلي
بخيوطٍ من الوهم المركز
و القلب المنكس
لا يضخ في جسدي الحياة
فلا أهاب الموت ، لأنني ميت
يا من تسكنين بين ثنايا الروح
و فَصيَّ العقل ...، عند مركز الذاكرة
لما لا تنسيني ، فأنساكِ
فألملم بقايا الشتات
و كل أسباب الغياب
شامخة أنتِ ، أبية
حلفتك بالله أن تتركيني
فربما ، أُصالح القدر
الذي أخلفت وعدي معه بأن أنساكِ
أو يرضى عني الموت ، فيمهد لي نحو العدم سبيل
على هامش الذكرى
مازلت أراكِ بكل تفاصيلك الدقيقة
ثناياك ، رائحة الجسد ، الأنفاس
طعم الشفاة كأنها الخمر المركزة ، تأثيرها
دقات القلب ، هدهدة الصوت
و كل ما خَفيَّ عن الناس منك ، مندثر تحت الثياب
فارقيني ،
فارقيني عند ناصية المضاجع ، و بوابات الحلم
اتركيني أنام لأنسى
ذاك الحديث الخفي بين طيفك العابر و بقايا المكان

علميني الشعر : لـ | وليد حمدي اسرائيل

علميني الشعر
و كيف أمر بين خصلات شعرك كالهواء
كيف انساب بين يديك كشربة ماء
مرريني بداخلك
اجعليني تميمة
تنحدر على رقبتك
او حمرة تزين وجنتك
كلما تبتسمين
علميني الشعر
علميني ان أكون الطير
يرف على حافة حلم
علميني ان انكسر
كلما ربت عليّ همس الحنين
كلما اضنانى الجوى
كلما رفعتني عن الهاوية
علميني الشعر
فأكتبك سطرا
يختلف عن باقي السطور
اخطك بيتا
فأسكنه سكنا خالدا
يتردد على الألسنة
و يظل موقعه التراث
علميني الشعر
علميني ...
كيف اغار عليك من نظرات البشر
من قطرات المطر
من قبلات الهواء على وجهك النضر
علميني الشعر
قد اتعلم انتقاء الكلمات
قد اكتب لك قصيدة
اعترف فيها ببلاهتي
و حماقتي
و حسن نيتي
علميني اكيف ارتب السطور
متى أهدأ متى أثور
علميني كيف اربت على القلب
إذا تفوه الفاه بغير كلم الحب
علميني الشعر
فأغار عليك بطريقة رومانسية
علميني اكيف اصير رجلا كامل النضج
في حضور امرأة مثلك
هي امتزاج ما بين حبر النجوم و صفحات من سحاب
علميني كيف اقلب وجهي في السماء
فأُنُولَنّكِ حب يليق بك
علميني الشعر
علميني كيف انام
و احلم بأني ملاك
كيف احملك على كتفيّ
و أحلق بك نحو السماء
علميني الشعر
وكيف ارى الحياة بعينيك
كيف اضم يدي ليديك
فأتعلم الجنون و أمضي بك نحو المجهول
علميني الشعر
علميني كيف اهمس للرياح
فتحملني إليك عاشقا
كيف انادي النجوم
فتأتيني بحبرها و أكتب لك اغنية
او أمس السماء
فاتيك بالقمر .. قلادة
تزين نحرك ، كلما نبض الفؤاد
علميني الشعر
علميني النثر
علميني كيف اخط بقلمي
اغنية ادندنها كلما ارهقني الغياب :
[ قل إن الروح تناجي الغائب في مضاجعها
و إن أبىَ الدهرُ للعُشاقِ يبتسمُ
وإن كانت الروح في حضرة الغياب خاشعة
القلب في محرابك مازال يبتهلُ
و إن مسني اللغوب يوما
ما كنت بحبك كافرا و لا أصابني كللُ ]
فعلميني الشعر
و كيف استخرج عسل الكلام من شفتيك
كيف أغرقُ في بحر عينيكِ
و كيف و أُّسِرُ النجوى ، كلما اشتقت إليك
علميني كيف ابني سكنا من انقاضك
كيف أُرتِّقُ دثارا من انفاسك
و كيف أتَكّفرُ بذراعيك كلما اشتد البرد
فعلميني الشعر
لربما تبتسم الحياة ، لعاشقٍ سئ الحظ مثلي
فتهبه إمرأة مثلك خالية من الأخطاء
فعلميني الشعر
لربما تنحصر كل الأمنيات ، في قصيدةٍ
اكتبها إليك
هذه القصيدة
فعلميني الشعر ...

تانجو : لـ | وليد حمدي اسرائيل

بإحدى الحانات الواقعة
عند أطراف المدينة .... و انتظرها
و أجمع زجاجات النيذ و اشربها
ففي السُكرِ يتضاءل الزمن
و الساعة يختل دوران عقاربها
فإن تأتي ... قم لها و ابتسم
و لا تتحدث عن امور الغياب و الإنتظار
حتى لا تطفئ نار الشوق المتأججة في مقلتيها
أَعِد لها مقعدها
و كما تلامس نسمات الهواء سطح المياه
إلمس يديها
و قدم لها كأس نبيذها
و زِد سُكرتها بكلمات من غرام
و بين نظراتك الخاطفة
و همهمة التنهد .... حاصرها
اترك الناي ذو الصدى
ينساب بين دقات قلبك
فيتردد الحب الدفين على مسامعها
أطفئ نار الشموع 
حتى تتوراوا عن أعين العالمين
و أضئ لها القمر سراجا ، ينير ليلتك و ليلتها
اجث على ركبتيك 
و كما تُقبل الورود قطرات الندى 
قبل يديها
و أهمس للنادل ، أن غَير إيقاع الموسيقة الصاخبة
إلى موسيقى التانجو..
و على أنغام الكمان راقصها
فإن أبت
فمد إليها يداك
و أخبرها ، أن الإتزان لا يحتاج إلا القليل
و لا تكن راقصاً بارعاً عكسها
حتى لا ترهقها
فقط إسرح بالخيال ، و اجعلها مركز الدوران
و كن انت النجم الساطع في مجرتها
و تمايلا ، و تقابللا كالشمس و القمر
حين يلتقيان مرة كل حين
إسرقها من بين يدي الواقع
و رافقها نحو الأجل البعيد
و استجدي الليل الطويل
أن يبقي عليكما 
و على عازف التانجو 
و حلبة الرقص الخالية إلا منكما
أو إفترقا 
عند الصباح
فيأفل القمر 
و تغيب الشمس 
و تسقط كواكب عشق صنعتموها
عن مداراتها
و يموت بعدها عازف الهوى
عازف التانجو

فراش ابيض الشراشف: لـ | وليد حمدي اسرائيل

ممدد أنا على فراش أبيض الشراشف
ما بين محاليل توخذ سنونها أوردتي ، و ألم أبى أن يذكر في دفاتر الغياب ...
وحيدا ما استطعت ، يجتاحني أثر الفراشة
و منوم يبقيني ما بين إغماءة و إفاقة
أرى حلما ، و طيفا مشوش الأبعاد ... هو طيفك أنت
كأنه خيطا بلوري ، ولد من رحم القمر
تمشين حولي كأنك الحقيقة انبثقت من رحم خيال
ثقيلة هي جفوني ، كلما ارتدت إلي أطرافها ، لا ترى إلاك
فيأخذني إليك الحنين ... حيث كنت و كنت ، و كان اللازمن و اللامسافة يفصلان بيننا
ها أنت ذا تقتربين يرتعش جسدي كلما لامست يديك جبهتي
فأنسى من أنا ، و أنسى صخب الأطباء و معاناة المرض
و جهاز ما إلكترونيا ، سيحدد مصيري إما موت أو حياة ...
ضميني إليك ، هكذا أرتاح أكثر
قبليني بين عيني ، و اتركيني أبكيك اشتياقا
ضعي يديك على صدري ، لربما استكان ألم الفؤاد
ها أنا ذا أشعر بخدر يسري في جسدي
أذناي لا تلتقطان إلا الصدى المبهم لحقيقة الأصوات
عيناي ، لا تبصران شيئا إلا وميض ضوء منبعث من مصباح كهربي ، و ابتسامة انكشفت عن ثغرك تهمس في
أنا حولك و داخلك ... فأطمئن
تخور قواي ، ها أنت تبتعدين رويدا رويدا
لا شئ إلا صقيع و ظلام
و شيئا ما يخترق جسدي ، و أنا نائم فوق سريري
ذو الشراشف البيضاء ...!!

متسائلة كيف تعشقني ؟! : لـ | وليد حمدي اسرائيل

قالت متسائلة : كيف تعشقني ؟!
قلت : هل اطلعتي إلى السماء و رأيتي
شمسًا تعانق وجه القمر ؟!
و الليل و النهار قد امتزجا في مشهدٍ ترتجف له القلوب ؟! ...
قالت : بلى
قلت : هكذا يرجف قلبي ، كلما كنت في حضرتك
و سألتها : هل مشيتي على الشاطئ يومًا
و تحسست بقدميك المرمريتين ، لين الرمال التي ذابت في ملح المياه ؟!
قالت : بلى
قلت : هكذا يجعلني حبك لينًا حد الذوبان
سألتني : و ماذا بعد ؟!
قلت : هل رأيتي ماء السحاب ؟!
قالت : بلى
قلت : هكذا تمطر عينيَّ كسحابتين كلما تأجج داخلي الإشتياق ،
أما عن الحب
هل رأيتي قوس قزح الممتد نحو الأبدية و الكنز كما ذُكِّر في الأساطير ؟!
قالت : بلى
قلت : هكذا حبي لكِ أبدي ..
قالت : ماذا عن الكنز ؟!
قلت : تبصريه في مرآة لؤلؤيةٍ
تعكس امتزاج الصدى و المدى
و سحر الطبيعة المتحور في تفاصيلك ذات الطابع الملائكي الذي يذهب العقل ....

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي