22‏/04‏/2017

أين أنتي ياحواء ؟! : لـ | وليد حمدي اسرائيل

انا ادم ياحوا 
هل تسمعيني ؟!
أعلم أنكِ هنا ، وربما أنتي أيضاً 
تقرأين كلماتي الآن
أنتي وحدك تستطعين قراءة اللغة العسيرة التي كتبت بها الألم علي صفحات قلبي
أنتي وحدك ياحواء ، حواء واحدة من بين - ألف - حواء
أنا تائه وضائع أجول عاري الروح في الكون الفسيح
ألقتني الأيام خلفها ، سلبتني الصبر والنسيان ولم تهبني
إﻻ الألم ، أين أنتي الآن حواء هل تسمعين أنيني ؟! بحثت عن القوة التي
ظننتها في روحي ولكن لم أجدها ، فالروح لا حول لها ولا قوة 
مهجوراً ، منسياً ، وحيداً ، مفقود اً
أودعت كل شئ خلفي باحثا عنكِ
أصلي وأبتهل لعل اليوم الذي
تجيديني فيه بطريقة ما  يأتي
إسمعيني الآن يا حواء
أنا خائف جدا ، من العالم الذي يدفعني إليه الألم
أخبريني هل أنا الملام علي ما حدث
أنا لست بريئا ، ولكني أريد فرصة أخري للحياة
أنا لا اعرف الشخص الغريب القابع في اعماقي
لقد فقدت كل شئ بداخلي ياحواء ، أصبحت خواء
ربما تملكين القوة لتحرريني ، حرريني ياحواء

أنا أتخبط في الأعماق ، تارة ضاحك هيستيري وتارة في شقاء
الان أخبريني كيف يكون اللقاء إرفعي صوتك وإبدأي الغناء 
لعل إشارة منكِ تحيي بداخلي الفناء
 إسمعيني ياحواء 
تعالي إلى أحلامي ، فإني أخاف النوم عند المساء
لم تعد لي قدرة علي المقاومة
ساعديني ياحواء
 فقد سئمت التحسر علي حياة أفنيتها ، بحثا عن الحياة يا حواء ، أعرف أنكِ هنا بين ألف من النساء
هل تقرأئين ؟!
أعلم أنكِ هنا هل تسمعين ؟!
فإن تقطعت بيننا سبل الوصال
اتركيني ألقاكِ مرة
لعلي قبل الموت أبتسم
فيكون إنتقام جيد من الألم والحياة والأيام
أين أنتي ياحواء ؟!

اعطنا يا حب : لـ | وليد حمدي اسرائيل

 أعطنا يا حب
و اسقنا من فيض كأسك رشفة
و إجعلني طيفا مشوشا
أمشي بخطوات وهمية ،
على حواف الإيام المهمشة ...

أعطنا يا حب
و اسرق لنا من قبضة القدر لقاء
أو هب لي الرياح
تحملني إلى سماء تسكن الحبيبة أرضها
هب لي ما يكفي من أنفاسها
لربما تسرسبت الروح من متاع الموت
و صاغت لها بقايا الأمل من الحياة رداء

أعطنا يا حب
بعضا من الصبر
و شيئا من الأمل الخفيف
دعنا نلتقي ولا نفترق
لا تتركنا نحترق
كن حليفا لنا
حتى لا نتوه في ضباب الدرب
المؤدي إلى قوس قزح
إبتسم لنا تبتسم الحياة
ربت على قلوبنا ، إمنحنا النجاة
فقد أجهدنا الرقص على حافة الأمنيات
و أيامنا معدودات
يا حب إن من عاش مات ، و من مات فات
فلا تترك يدينا سبايا للصمت الطويل
إن مقابر العشاق إن تنصت إليها تجهش بالعويل

أعطنا يا حب
و جد علينا بالإجابة
حين نسألك :
يا حب ، ما أنت ؟!
هل أنت حظ الفقراء من الأيام ؟!
أم أنك التجلي الحر لفلسفة ما سماوية
أو محض أسطورة ؟!
يا حب ، بشرشف من الصبر
امسح عن قلبي حزنه النبوي
و غبار الغياب
يا حب كن أنت كما أنت
حلوا و مر ... لكن شهي
بحق من أحببت أنت يا حب
خذنا بين طياتك
ولا تكن لمن يملكون الثمن حكرا
ارجوك يا حب لا تكن محض فكرة
بل ، بشارة سماوية من الرب

لو لم يأتي غدي : لـ | وليد حمدي اسرائيل

لو لم يأتي غدي
حبيبتي هل تذكرين
أو بين سطورك تكتبين
أم أكون محض قصة عابرة
كأيامنا الغابرة
في الزمن الحزين ؟!
حبيبتي
أريدك أن تعرفين
أن سمائي ملبدة بغيوم الغياب
أن مسائي بدونك هو أقسى عذاب
و القلب يناجيك فهل تسمعين النداء ؟!
لو لم يأتي غدي
هل يراودك عن نفسك الشك
بما أكنه لك بين الضلوع
هل تصلك قصيدة حبرها الدموع
أتكفنين ذكراي بكتاب يرثي قلبي الموجوع ؟!
فأنا بدونك لاشئ إلا آلة وترية عزفها مقطوع
لو لم يأتي غدي
أخبروها أني أحبها
أن كل قصائدي لم تكتب إلا لها
أخبروها أني وددت لو أحظى بفرصة ثانية
أن تضمني لجزءا من ثانية
أن تطبق علي فوق صدرها
حتى أختنق حبا و أموت إشتياقا
أخبروها لولا الظروف
لكتبت اسمها بكل اللغات و الحروف
لجهرت بها في قصائدي سرا و علانية
أخبروها أن تغفر حماقتي
أن تتجاوز عن أخطائي المتكررة
و أني أخاف عليها من مواجهة العالم وحدها
و أن الموت استجاب النداء و قد أتى
لو لم يأتي غدي أبدا
سأكون ضيفها على طاولة الرؤى
سأصحبها نحو المدى
على حافة حلم و أراقصها
أخبروها أني كلي لها و بها
و أننا و إن افترقنا ، سيجمعني الرب بها
لو لم يأتي غدي
فهي كل كلي
وطني و بيتي كل أهلي و أسرتي
هي وحدها قد تحمل لكم مني ذكرا
و أسألوا الشجرة التي أهديتها
تحدثكم عني خبرا
إن قصتنا لم ترد في كتاب الحياة
فلا تأتوها نكرا
و اذكروني و اذكروها و الشجرة المغروسة عند باب حديقتها

هي حبيبتي و أنا كذلك : لـ | وليد حمدي اسرائيل

هي حبيبتي ، و أنا كذلك
تناديني يا وتيني
أناديها يا حبل الوريد
ذلك الشيء المغاير بيننا....
هي تجلس وراء شاشة
أجلس وراء شاشة
تقول : بيننا بحر و قدر و آلاف الكيلومترات
أقول : نبتهل للقدر ، فأعبر من أجلك البحر و آلاف الكيلومترات
هي لا تراني حين أنظر إليها من إنعكاس صورتها في مرآتها ، فأنكسر أمامها
أنا لا أراها حين تنظر إلي من إنعكاس صورتي في مرآتي ، فتلملم شذرات الشتات
هي حبيبتي ، و أنا كذلك
هي إمرأة لا واقعية
تتذوق الموسيقى فترنو إلى لحنها
و تخبرني ، كلماأغمضت عيني أضمك إلى صدري
أراقصك و أبتسم ، فتبتسم و أقبل جبهتك ...
أنا رجلا لا واقعي
أتذوق الموسيقى ، و أكون صورتها من نوتات الكمنجات الهادئة
فأشعر بأنفاسها ، تداعب أنفي
فأبتسم ، و تبتسم ...
فترقص شفتاي على غمازة
حفرت فوق وجنتها ..
هي حبيبتي و أنا كذلك
إلى الحبيبة التي تسكن القلب
مطر على نوافذ الشتاء
فتاة خمرية اللون ، عينين بنيتين ، حاجبين كثيفين
شعر طويل على الكتفين
كأنه انسدال ستار الليل من فوق الجبال
شفتين مرسومتين ، وجنتين ممتلئتين .... و غمازة
تلك صورتها لا تفارقني كلما قبلت كوب الشاي
تغيب عني ساعة تلو ساعة
فأحدث نفسي عن شواغلها ... و أنحصر في رصد أسباب الغياب
خلف شاشتنا ، يستريح كلانا
من أوجاع الحياة ، و متاعب اليوم
تحدثني عن بعد المسافة ، و قسوة الأهل ، و عن خوفها
و قطة تجلس بجانبها .... فتتحسس فروة ليلها
أحدثها عن بعد المسافة ، و قسوة الظروف ، و خوفي
و أكواب القهوة التي تذكرني بها
يفيض الليل من أجسادنا
فتقول الحبيبة : ، أنا اللاشئ ، و أنت كل الشئ
فأقول : بل أنا اللاشئ و أنت كل الشئ
و ما أنا بدونك و من أكون ؟
أنا اللاشئ ، و اسمي العدم !!
فتقول الحبيبة : أنت الوتين
فأقول : و أنت حبل الوريد
هي حبيبتي و أنا كذلك
هي حبيبتي و أنا كذلك
تنظر من فراغ في روحها ، فتبصرني داخلها
أنظر من فراغ في روحي ، فأبصرها داخلي
تقول الحبيبة : من أنا بعد منفاك في ؟
أقول : دعينا لا نحرك المسافات بين الكواكب
حتى لا نضل الطريق نحو فضاء العشق السرمدي
فنترك حبنا فوضويا
كما نترك ثمار الحلم على أشجار الوهم
هي حبيبتي و أنا كذلك
هي حبيبتي و أنا كذلك
تتحسس الخافق بين ضلعيها ، تنظر للسماء .. و تنادي أن يا حبيبي فأسمعها
أتحسس الخافق بين ضلعي ، أنظر للسماء .. و أنادي أن يا حبيبتي فتسمعني
فننسج من وبر الخيال لقاء
فأتنهد ، و تتنهد ... و يردد كلانا :
عاشقين نحن إلى أن يموت القمر
فأرى انعكاس نجمتها ، و ترى انعكاس نجمتي
هي حبيبتي و أنا كذلك
يا حبيبي : لو كان لي أن أكون رجلا ، لكنتك أنت
هكذا قالت .
يا حبييتي : لو كان لي أن أكون إمرأة ، لكنتك أنت
هكذا قلت .
تبكي ، فأبكي ...
و أجفف دمعها بشرشف الرجاء ، و أقبلها في مخيلتي
فتبتسم و أبتسم ، و تخبرني :
" أن خذني إلى بلد بعيد لا يعرفني بها أحد ،
أو نهاجر بين أسراب السنونو ، إلى سماء أرجوانية اللون
و نترنح كالمحبين على قوس قزح زائد اللون ، هو لونك أنت
إسرقني بعيدا عن الواقع و صوت العقل و تنهدات الشتات "
فأسرقها ، و أقبلها .. فتقبلني ،
و تمحو عني آثر الفراشة ، ولا يبقى منه سوى فراشة
ترقص على غمازتها .
نشرب النبيذ من رحيق النجوم
فتسألني : أين القمر ؟!
فأقول : مخبئ خلف عينين عسليتين ،
حتى ترسلي الليل المنحدر من بين راحتيك
هي حبيبتي ، و أنا كذلك .
هي حبيبتي و أنا كذلك
تعد كوب قهوتها
أعد كوب قهوتي
تقرأ رواية ما
فأقرأ رواية ما مشابهة
تحكي عن قليلين الحظ مثلنا في الحب
تقرأ ، فتتعمق ، فتتأثر ، فتكتب
أقرأ ، فأتعمق ، فأتأثر ، فأكتب
تخطني سطرا في روايتها
و أخطها بيتا في قصيدتي
تسألني : هل هناك ما يكفي من اللاوعي ، كي تتحرر الأشياء ؟
فأسألها : هل هناك ما يكفي من الإيمان ، كي نبقى سويا ؟
فتصمت و اصمت
أنام وحيدا ، و تنام وحيدة
فأصحو لأجد ... لا مدينة في المدينة
لا حقيقة في الحقيقة
و لا أحلام يحملها طائر - الدوري - إذ يرنو من نافذتي إلى نافذتها
فلا نحن هناك ، و لا نحن هنا
و لا نحن كالهداهد تلتقي أرواحنا
هنا لا شيء إلا خيوط المنى
فلا نرتق الحلم ، و لا يمر الحرير في سم الخياط
هي حبيبتي و أنا كذلك
هي في المساء وحيدة ، و أنا كذلك
بيننا قدر و بحر و العديد من الرسائل
لا شئ يعكر صفو حزنها
و أنا وحدي أمام صورتها
كل منا مندمج في الخذلان
لاشئ يوحدنا سوى نار الفراق
و بعض الهشاشة
هي تقول : الحب مجرد فكرة
أقول : الفكرة لا تموت ...
و أقنعها بالبقاء قائلا :
كيف أترجل عن نجمة لم تصبني بأذى ؟
فتقول : فلتمتحنا الحقيقة
أسطورتنا لن تعيش طويلا
و لا أنا ، أنا التي في مخيلتك
قلت لها : و لكن إلى أين أذهب ؟
قالت : دون ذكرياتك عن نجمتك ، و اسأل عني خيالك ، عن حلمك المستحيل
قلت :لكني لا أعرف الكتابة ، و قد أتوه بين دروب الحروف
قالت : إن كنت حبيبي فلون بي قصائدك
قلت : إن كنت حبيبتي ، فارسمي بي سطورك
و بقينا نجمين حائرين
لا نحن غرباء و لا أصدقاء
بل محبين
ترسمني في روايتها
و ألون بها قصيدة
هذه القصيدة
هي حبيبتي و أنا كذلك

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي