17‏/03‏/2017

أنا : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أنا
اليتيم الذي ما زال أبوه علي قيد الحياة
الأب الذي فقد أبناءه بين ذراعيه
الزوج الذي فارق زوجته بدون وداع
المجنون بلا ليلي . .
الغصن بلا أوراق
العصفور بلا جناحين
القط الأعور الذي يترفع الجميع عن مداعبته
الشمس التي لم تضئ الطريق لأحد
الهلال الذي لم يكتمل بدرًا
المركز الذي تتلاشي عنده الدائرة
قوس قزح كل الوانه واحدة
العثرة التي حددت الطريق
البطل الذي ينتهي دوره في المشهد الأول
الذاكرة التي لاتغفل أبدًا
بقايا هوامش لمدينة لاوجود لها
تعليق مُطول علي كتاب لم يُكتب بعد
شخص في رواية حلم
لم يعرف معني الإكتمال

أحلامي خدعة قديمة : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أحلامي خدعة قديمة
و أنا 
الغريب
بكل ما اوتيت من دواعٍ مزاجية 
المتورط الذي يري الحياة بشكل أوضح مما يراه 
الآخرون ؛
الذين يحيون حياة سهلة ،
ليس مثلهم 
لا يستحق إلا ازدراء أبيه 
و الكف عن العيش .
أرزح تحت ضغط شديد 
علمت أن الحياة قد أخطأتني ،
إلا اني أحب كل لحظة فيها 
ارمي نفسي في غمار العالم 
بكل ما اوتيت من مقاومة و استياء 
اغضب من كل شيء 
يصيح فيّ كل شيء 
أنت أعمي يبصر ما يبصرون
لا شمس و لا قمر هنا
لا ظل ليّ و لا شجرة
لا تاريخ 
لا لغة 
لا مصير ليّ
أحلامي خدعة قديمة
و سريري كلمات .

إمرأة لكل الفصول : لـ | وليد حمدي اسرائيل

ظلك غاية في الجمال
و أنتِ مثقلة بالورد ،
تجيئين الآن
بزفك الطير
مدهوشًا
باللحظة العابرة
و تفاصيل الجسد.
قبلةٌ واحدة ،
تكفي لمعرفة أسرار العشق .
الهاوية ،
ما تبقي من عنبر الشفتين .
إمرأةٌ لكل الفصول ،
الضوء الذي يلامس
أطراف أصابعك ،
يمكنه أن يضطجع
مستسلمًا ،
في حضنك آخر الليل
مثل غصن هش .
و أنتِ
حكاية قصيدتي ،
و حرير ليلها
تتمتمين بيّ ،
أكن القصيدة
و مدن الحب .

مديح الغياب : لـ | وليد حمدي اسرائيل

مديح الغياب

الآن ،
الضوء يلامس أطراف أصابعي
بعيدًا عن الذاكرة
النافذة المفتوحة لصقيع  النسيان


عالم شاسع
الناس تصطف فيه
في انسجام

عالم مثل عيون النساء
خادع


إلام كان السعي كل هذا الزمن
لتأجيل الموت ؟
الحياة ليست جادة
الأمر مجرد لعبة
لذلك
صدقت الأساطير
و ما حملته السفن من البحر العقيم
و ما سمعته الحوريات خلف الأوليمب


للموت دليله الخاص ،
كل شيء ضئيل في وعاء الزمن

هذا الصمت
النار الصغيرة
لتهب رياح الموت
رائحتها التي لا تخطيء
تحطم اسمًا قديمًا
يُنبذ بسبب فوضاه


لو لم يكن لامباليًا !


أنكيدو غائب
أيها المسكين :
أين ستجد اليوم المحارب الذي
يرافقك

يومًا ما سأكون ميتًا
قد حققت حلمي ؟
وحيدًا مثل قمة جبل
أمام الريح
دون سماء أو بيت أو امرأة

يومًا ما سأكون ميتًا
خفيفة روحي
سيكسوني بالرماد
و ينثرون الأزهار
و يوزعون الخبز


المساء المنتشي في تناغم محكم
نصف قمر يسطع فوق المدن
و نصف فوق القبور الباردة ؛
العزلة الأكثر صفاءًا
السماء الحبلي بالغيوم
يضاجع مطرها الأرض
يصبحا طينًا
"الذي لم  يجد الله أنظف منه
ليغمس فيه يده و يخلق الانسان
"
الطين الذي لولاه
ما كانت التفاحة و لا الخطيئة الأولي
و لا أنا .

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي