20‏/03‏/2017

فى رأسه مكان فارغ : لـ | وليد حمدي اسرائيل

فى رأسهِ مكانٌ فارغ لرصاصةٍ لم تطلق بعد
و فى قلبه مكانٌ لحبيبةٍ إلى الآنِ لم تأتى
بداخله العديد من الفراغات
للعديد من الأشياء التى ينتظرها
و لكنه لا يفعلُ شيئاً إلا الإنتظار
الإنتظار و التمنى
الحياة بالنسبةِ إليهِ فيلمٌ يشاهده
يتمنى أن يصبح له فيه ذات يومٍ دورٌ بطولى
..
فمثلاً , شاهدَ ذات يومٍ شخصٌ ما
يقفزُ خفيةً من أعلى برجٍ شاهق , مودعاً كل شىءٍ بغتةً
فأخذ يتمنى بشدة أن يقفز ورائه
و بالفعل قفز ورائه , آلاف المراتَ فى خيالِه
..
و فى يومِ عيد الحب أحضر وردةً
فى الحديقة ؛ كانت تقف تلك الفتاة التى يسعد لرؤيتها
توجه إليها ممسكاً بالوردة خلف ظهره
وما إن أقترب
حتى تلافاها مغيراً إتجاهه
بعد ذلك كمكمَ الوردة
و أسقطها خفيةً فى بِركة صغيرة
لقد ترقرقت عينيه بالدموع بعد ذلك
فجففها , و أستمر فى المضى
و لكن فى خياله كان يقف معها
و كانا يرقصان معاً فى مكانٍ آخر
و كانا فى نفس الوقت يمشيان على شاطىءٍ ما
لقد كان يعيش معها دائماً العديد من الحيوات
أحياناً لم يكن يدرى أيُ تلك الحيوات هى ’’ الواقع ’’
فلقد تماهى مع خيالِه منذُ أبدٍ بعيد
..
تلك الفراغات _ المطلة على العدم _ التى بداخله كلُ يومٍ تتسع
و ذات يومٍ ستتسع إلى الحد الذى لن يكونَ فيهِ موجوداً
بالتأكيد سوف يحدث فى يومٍ ما أن يختفى فجأة
و كأنه تلاشى فى الهواء
لن يلاحظ أحدٌ أىُ شىءٍ حينها
سيبقى كلُ شىءٍ على ما هو عليه
سيبقى كل يومٍ شخصٌ يقفزَ بغتةً , مودعاً كل شىء
و ستظل الطلقة فى الإنتظار
و كذلك الفتاة الجميلة

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي