23‏/04‏/2017

تانجو : لـ | وليد حمدي اسرائيل

بإحدى الحانات الواقعة
عند أطراف المدينة .... و انتظرها
و أجمع زجاجات النيذ و اشربها
ففي السُكرِ يتضاءل الزمن
و الساعة يختل دوران عقاربها
فإن تأتي ... قم لها و ابتسم
و لا تتحدث عن امور الغياب و الإنتظار
حتى لا تطفئ نار الشوق المتأججة في مقلتيها
أَعِد لها مقعدها
و كما تلامس نسمات الهواء سطح المياه
إلمس يديها
و قدم لها كأس نبيذها
و زِد سُكرتها بكلمات من غرام
و بين نظراتك الخاطفة
و همهمة التنهد .... حاصرها
اترك الناي ذو الصدى
ينساب بين دقات قلبك
فيتردد الحب الدفين على مسامعها
أطفئ نار الشموع 
حتى تتوراوا عن أعين العالمين
و أضئ لها القمر سراجا ، ينير ليلتك و ليلتها
اجث على ركبتيك 
و كما تُقبل الورود قطرات الندى 
قبل يديها
و أهمس للنادل ، أن غَير إيقاع الموسيقة الصاخبة
إلى موسيقى التانجو..
و على أنغام الكمان راقصها
فإن أبت
فمد إليها يداك
و أخبرها ، أن الإتزان لا يحتاج إلا القليل
و لا تكن راقصاً بارعاً عكسها
حتى لا ترهقها
فقط إسرح بالخيال ، و اجعلها مركز الدوران
و كن انت النجم الساطع في مجرتها
و تمايلا ، و تقابللا كالشمس و القمر
حين يلتقيان مرة كل حين
إسرقها من بين يدي الواقع
و رافقها نحو الأجل البعيد
و استجدي الليل الطويل
أن يبقي عليكما 
و على عازف التانجو 
و حلبة الرقص الخالية إلا منكما
أو إفترقا 
عند الصباح
فيأفل القمر 
و تغيب الشمس 
و تسقط كواكب عشق صنعتموها
عن مداراتها
و يموت بعدها عازف الهوى
عازف التانجو

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي