22‏/04‏/2017

هي حبيبتي و أنا كذلك : لـ | وليد حمدي اسرائيل

هي حبيبتي ، و أنا كذلك
تناديني يا وتيني
أناديها يا حبل الوريد
ذلك الشيء المغاير بيننا....
هي تجلس وراء شاشة
أجلس وراء شاشة
تقول : بيننا بحر و قدر و آلاف الكيلومترات
أقول : نبتهل للقدر ، فأعبر من أجلك البحر و آلاف الكيلومترات
هي لا تراني حين أنظر إليها من إنعكاس صورتها في مرآتها ، فأنكسر أمامها
أنا لا أراها حين تنظر إلي من إنعكاس صورتي في مرآتي ، فتلملم شذرات الشتات
هي حبيبتي ، و أنا كذلك
هي إمرأة لا واقعية
تتذوق الموسيقى فترنو إلى لحنها
و تخبرني ، كلماأغمضت عيني أضمك إلى صدري
أراقصك و أبتسم ، فتبتسم و أقبل جبهتك ...
أنا رجلا لا واقعي
أتذوق الموسيقى ، و أكون صورتها من نوتات الكمنجات الهادئة
فأشعر بأنفاسها ، تداعب أنفي
فأبتسم ، و تبتسم ...
فترقص شفتاي على غمازة
حفرت فوق وجنتها ..
هي حبيبتي و أنا كذلك
إلى الحبيبة التي تسكن القلب
مطر على نوافذ الشتاء
فتاة خمرية اللون ، عينين بنيتين ، حاجبين كثيفين
شعر طويل على الكتفين
كأنه انسدال ستار الليل من فوق الجبال
شفتين مرسومتين ، وجنتين ممتلئتين .... و غمازة
تلك صورتها لا تفارقني كلما قبلت كوب الشاي
تغيب عني ساعة تلو ساعة
فأحدث نفسي عن شواغلها ... و أنحصر في رصد أسباب الغياب
خلف شاشتنا ، يستريح كلانا
من أوجاع الحياة ، و متاعب اليوم
تحدثني عن بعد المسافة ، و قسوة الأهل ، و عن خوفها
و قطة تجلس بجانبها .... فتتحسس فروة ليلها
أحدثها عن بعد المسافة ، و قسوة الظروف ، و خوفي
و أكواب القهوة التي تذكرني بها
يفيض الليل من أجسادنا
فتقول الحبيبة : ، أنا اللاشئ ، و أنت كل الشئ
فأقول : بل أنا اللاشئ و أنت كل الشئ
و ما أنا بدونك و من أكون ؟
أنا اللاشئ ، و اسمي العدم !!
فتقول الحبيبة : أنت الوتين
فأقول : و أنت حبل الوريد
هي حبيبتي و أنا كذلك
هي حبيبتي و أنا كذلك
تنظر من فراغ في روحها ، فتبصرني داخلها
أنظر من فراغ في روحي ، فأبصرها داخلي
تقول الحبيبة : من أنا بعد منفاك في ؟
أقول : دعينا لا نحرك المسافات بين الكواكب
حتى لا نضل الطريق نحو فضاء العشق السرمدي
فنترك حبنا فوضويا
كما نترك ثمار الحلم على أشجار الوهم
هي حبيبتي و أنا كذلك
هي حبيبتي و أنا كذلك
تتحسس الخافق بين ضلعيها ، تنظر للسماء .. و تنادي أن يا حبيبي فأسمعها
أتحسس الخافق بين ضلعي ، أنظر للسماء .. و أنادي أن يا حبيبتي فتسمعني
فننسج من وبر الخيال لقاء
فأتنهد ، و تتنهد ... و يردد كلانا :
عاشقين نحن إلى أن يموت القمر
فأرى انعكاس نجمتها ، و ترى انعكاس نجمتي
هي حبيبتي و أنا كذلك
يا حبيبي : لو كان لي أن أكون رجلا ، لكنتك أنت
هكذا قالت .
يا حبييتي : لو كان لي أن أكون إمرأة ، لكنتك أنت
هكذا قلت .
تبكي ، فأبكي ...
و أجفف دمعها بشرشف الرجاء ، و أقبلها في مخيلتي
فتبتسم و أبتسم ، و تخبرني :
" أن خذني إلى بلد بعيد لا يعرفني بها أحد ،
أو نهاجر بين أسراب السنونو ، إلى سماء أرجوانية اللون
و نترنح كالمحبين على قوس قزح زائد اللون ، هو لونك أنت
إسرقني بعيدا عن الواقع و صوت العقل و تنهدات الشتات "
فأسرقها ، و أقبلها .. فتقبلني ،
و تمحو عني آثر الفراشة ، ولا يبقى منه سوى فراشة
ترقص على غمازتها .
نشرب النبيذ من رحيق النجوم
فتسألني : أين القمر ؟!
فأقول : مخبئ خلف عينين عسليتين ،
حتى ترسلي الليل المنحدر من بين راحتيك
هي حبيبتي ، و أنا كذلك .
هي حبيبتي و أنا كذلك
تعد كوب قهوتها
أعد كوب قهوتي
تقرأ رواية ما
فأقرأ رواية ما مشابهة
تحكي عن قليلين الحظ مثلنا في الحب
تقرأ ، فتتعمق ، فتتأثر ، فتكتب
أقرأ ، فأتعمق ، فأتأثر ، فأكتب
تخطني سطرا في روايتها
و أخطها بيتا في قصيدتي
تسألني : هل هناك ما يكفي من اللاوعي ، كي تتحرر الأشياء ؟
فأسألها : هل هناك ما يكفي من الإيمان ، كي نبقى سويا ؟
فتصمت و اصمت
أنام وحيدا ، و تنام وحيدة
فأصحو لأجد ... لا مدينة في المدينة
لا حقيقة في الحقيقة
و لا أحلام يحملها طائر - الدوري - إذ يرنو من نافذتي إلى نافذتها
فلا نحن هناك ، و لا نحن هنا
و لا نحن كالهداهد تلتقي أرواحنا
هنا لا شيء إلا خيوط المنى
فلا نرتق الحلم ، و لا يمر الحرير في سم الخياط
هي حبيبتي و أنا كذلك
هي في المساء وحيدة ، و أنا كذلك
بيننا قدر و بحر و العديد من الرسائل
لا شئ يعكر صفو حزنها
و أنا وحدي أمام صورتها
كل منا مندمج في الخذلان
لاشئ يوحدنا سوى نار الفراق
و بعض الهشاشة
هي تقول : الحب مجرد فكرة
أقول : الفكرة لا تموت ...
و أقنعها بالبقاء قائلا :
كيف أترجل عن نجمة لم تصبني بأذى ؟
فتقول : فلتمتحنا الحقيقة
أسطورتنا لن تعيش طويلا
و لا أنا ، أنا التي في مخيلتك
قلت لها : و لكن إلى أين أذهب ؟
قالت : دون ذكرياتك عن نجمتك ، و اسأل عني خيالك ، عن حلمك المستحيل
قلت :لكني لا أعرف الكتابة ، و قد أتوه بين دروب الحروف
قالت : إن كنت حبيبي فلون بي قصائدك
قلت : إن كنت حبيبتي ، فارسمي بي سطورك
و بقينا نجمين حائرين
لا نحن غرباء و لا أصدقاء
بل محبين
ترسمني في روايتها
و ألون بها قصيدة
هذه القصيدة
هي حبيبتي و أنا كذلك

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي