02‏/08‏/2019

الله لا يملك حسابًا على الفيسبوك : لـ | وليد حمدي اسرائيل

في عالمٍ أزرق
هِمتُ ، و هامَ الناسُ ... بين مُتَبِعِينَ و مُتَبَعين
يتبادلون الغثَ و الثمينَ من الكلامِ
لكني ، وجدتُ شخصًا بينهم يكتب منشوراً بعنوان

( رسائل إلى الله )

قلتُ : لماذا لا تدعوا الله سِرًا و جَهرًا ، بدلا مِن الكتابة ؟

قال : ناديته فَلم يرد ...
بحثتُ عنه فلم أجده !!

و وجدتُ حساباتٍ كثيرة ، تنتحل اسم الله
بعضهم يجادل في الله
و بعضهم ، يعاتب لله ...
و آخرين ، يُفَصِّلون الكلام وفق الهوى

قلتُ : الله ليس له وجود ، في العالم الذي ها هنا !!

قال : ابحث عنه إذًا ، و عد إليَّ بالإجابةِ ، عمَا قريب ....

وعصفت برأسي الأسئلة ، ترى أين أجد الله ؟

و نادى المؤذن ، الله أكبر !!
و ذهبت لصلاة الجمعة ، و رأيت الخطيب يعتلي المنبر و يتحدث عن الله و يلبسه ثوب السياسة ...
و عرفت أن الله الذي مجده الخطيب ، غير الذي ابتغيه

و ذهبت إلى الكنيسةِ ، و سألت الرُهبان ...
أين أجد الله ؟!

نظروا بحزنٍ و قالوا :

( الله ماتَ ، ماتَ ليرفع عنكَ االخطية )

فَزِعتُ ، و صرختُ : الله حيٌّ لا يموت ....

قالوا : هو ذا الإلهُ قد افتداك على الصليبِ

حينها أدركتُ ، أن الله الذي يعبدون ، غير الذي ابتغيه

و خرجتُ مُسرِعاً ، أجري هنا و هناك
الجميع يتحدثون عن الله ، لكنهم لا يعرفوه

الشحاذين يطلبون الصدقات ، باسم الله
البائعين ، يغشون الزبائن ، و هم يحلفون بالله
و الغلابة ، ينادون هب لنا من فضلك يا الله
و آخرين يسبون دين الله ...

صرختُ : يا أيها الناس ... من يدلني على الطريق إلى الله ؟!
فالتفوا حولي ، و اتهموني ، بالكفرِ ، و بالجنون !!

و ذهبت إلى قسم الشرطةِ ، سائلًا عن الله !!

قال لي الضُباط ، سنأخذك إليه ...
فرحت و ذهبتُ معهم ، مُكمم العينين
و وجدتني عند بيت الحاكم

سألتُ ، من هو ؟!
قالوا : هو ذا الذي تبحثُ عنه ، فاطلب ما تشاء !!
قلتُ : بل هو ذا الذي ، ألبسه الخطيبُ ثوبَ السياسة
و الذي مات ...
لم يكن الله ، بل ما خلقه الناس وفق أهواءهم

و عدت إلى بيتي ، و نشرت منشورًا عنوانه

( رسائل إلى الله )

و لكني بكيت ؛ حين سَخِرَ مني ذاك الصديق

لأن الله لا يملك حسابًا على الفيسبوك .....!!

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي