في عالمٍ أزرق
هِمتُ ، و هامَ الناسُ ... بين مُتَبِعِينَ و مُتَبَعين
يتبادلون الغثَ و الثمينَ من الكلامِ
لكني ، وجدتُ شخصًا بينهم يكتب منشوراً بعنوان
( رسائل إلى الله )
قلتُ : لماذا لا تدعوا الله سِرًا و جَهرًا ، بدلا مِن الكتابة ؟
قال : ناديته فَلم يرد ...
بحثتُ عنه فلم أجده !!
و وجدتُ حساباتٍ كثيرة ، تنتحل اسم الله
بعضهم يجادل في الله
و بعضهم ، يعاتب لله ...
و آخرين ، يُفَصِّلون الكلام وفق الهوى
قلتُ : الله ليس له وجود ، في العالم الذي ها هنا !!
قال : ابحث عنه إذًا ، و عد إليَّ بالإجابةِ ، عمَا قريب ....
وعصفت برأسي الأسئلة ، ترى أين أجد الله ؟
و نادى المؤذن ، الله أكبر !!
و ذهبت لصلاة الجمعة ، و رأيت الخطيب يعتلي المنبر و يتحدث عن الله و يلبسه ثوب السياسة ...
و عرفت أن الله الذي مجده الخطيب ، غير الذي ابتغيه
و ذهبت إلى الكنيسةِ ، و سألت الرُهبان ...
أين أجد الله ؟!
نظروا بحزنٍ و قالوا :
( الله ماتَ ، ماتَ ليرفع عنكَ االخطية )
فَزِعتُ ، و صرختُ : الله حيٌّ لا يموت ....
قالوا : هو ذا الإلهُ قد افتداك على الصليبِ
حينها أدركتُ ، أن الله الذي يعبدون ، غير الذي ابتغيه
و خرجتُ مُسرِعاً ، أجري هنا و هناك
الجميع يتحدثون عن الله ، لكنهم لا يعرفوه
الشحاذين يطلبون الصدقات ، باسم الله
البائعين ، يغشون الزبائن ، و هم يحلفون بالله
و الغلابة ، ينادون هب لنا من فضلك يا الله
و آخرين يسبون دين الله ...
صرختُ : يا أيها الناس ... من يدلني على الطريق إلى الله ؟!
فالتفوا حولي ، و اتهموني ، بالكفرِ ، و بالجنون !!
و ذهبت إلى قسم الشرطةِ ، سائلًا عن الله !!
قال لي الضُباط ، سنأخذك إليه ...
فرحت و ذهبتُ معهم ، مُكمم العينين
و وجدتني عند بيت الحاكم
سألتُ ، من هو ؟!
قالوا : هو ذا الذي تبحثُ عنه ، فاطلب ما تشاء !!
قلتُ : بل هو ذا الذي ، ألبسه الخطيبُ ثوبَ السياسة
و الذي مات ...
لم يكن الله ، بل ما خلقه الناس وفق أهواءهم
و عدت إلى بيتي ، و نشرت منشورًا عنوانه
( رسائل إلى الله )
و لكني بكيت ؛ حين سَخِرَ مني ذاك الصديق
لأن الله لا يملك حسابًا على الفيسبوك .....!!