29‏/04‏/2018

ساخطً على ما سيأتي : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أنا ساخطًا على ما سيأتي
غارقًا فيما مضى
أنا أشعر بالتيه ، تيه أشد من تيه بني إسرائيل
حزين كما يعقوب
غاضبًا كما يونان إذ يأست من الحياة كما يأس هو من قومه
أنا ، أنا ذلك الذي لا خير فيه
أنا شيطان ثائر على كل شئ ، ضد كل شئ
أكره الأحلام و الآمال كلها معتقدات خاطئة
أكره البشر أولئك الذين أفسدوا كل جميل خلقه الرب ، أكره القبيلة ، أكره الظروف ، أكره المسافات ، أكره و أكره و أكره
لم يعد بقلبي أي شئ سوى حقد و كراهية
و كيف أحب ، و ما لديَّ أخذه مني غيري غصبًا ؟!
كيف و قد حكم القدر عليَّ ، قبل نظره في قضيتي ؟!
كيف و الجميع يظنون أنفسهم ملائكة و أنني وحدي الشيطان الذي لا خير فيه
يغتابونني ، ثم يضحكون في وجهي !!
يرجمونني إتهامًا ، ثم يطوفون حولي كأن شيئًا لم يكن !!
أنا مُتعبٌ ....
لا أحد يفهمني ، و لا شئ يعجبني
ولم يكن أحدهم هنا ليسمع الصخب داخلي
او صوت قلبي حين انفجر
ولا أحد ليُبصِر طوفان الدمع في عينيَّ
ولم يعد لي صوت لأصرخ
إذ يتكتل البوح في حنجرتي ، فأشهق إختناقًا
فَـ لمن أقُصّ القَصص ، و أين أجدُ أولي الألباب ؟!

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي