08‏/12‏/2019

الفتاة التي تسكن داخلي : لـ | وليد حمدي اسرائيل

الفتاة التي تسكن داخلي
لا تريد النوم 
على ما يبدو أنها غاضبة
سأحاول أن أظل هادئاً
أو أن أختفي من أمامها
تشغل موسيقى الروك
تصرخ بدمي كمجنونة
تجرب أن تسحق أعصابي بمطرقة.

الصوت
صوت مطرقتها
يصل إليّ
يبدو واضح وحقيقي 
كما لو أن جارتنا تحفر جدار في بيتها 
من أجل ساعة حائط
خلال هذا الوقت المتأخر من الليل 
لكنني لن أرتكب خطأً فادحاً 
لن أفاوضها على شيء 
من المهم أن أبقى هادئ
وأنتم أيضاً لا تفعلوا شيء
ابقوا هادئين 
أو اختفوا من أمامها
إنها غاضبة الآن 
ولن يوقفها أحد
أشعر بها تتحرك
هناك في رأسي
تفتح خزانة عقلي
يفاجئها ذكرياتي المتكومة 
مشاعري غير المعلقة على مكانها
"يا لها من فوضى!!"
ثم تعيد ترتيبي...
ذكرى
ذكرى

أخاف 
أخاف
أن تقبض على هذا النص
فتدرك أنها تهمني.. 

أنا أتألم 
لا زلت أفشل بالنوم
من المستحسن أن أبقى هادئ
وأن أختفي من أمامها
كي لا أقلق على نفسي أكثر
فأرتكب خطأً فادحاً 
وأرفع سماعة الهاتف
متصلاً بها 
لأعرف ما أحوال حياتي عندها...

05‏/12‏/2019

أشعر بأنك هنا : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أعرف أنك موجود
أشعر بأنك هنا
لا أرصدك بإحدى حواسي الخمس
وإنما أراك بالبصيرة...
إنك قريب
وقريب جداً
لكنها الظروف أحياناً 
تفقد الإنسان صبره
تجعله يتمرد
فلا أطيق نفسي حينئذ
حين أقول أشياء لا تلقى رضاك 
عندما تتلف أعصابي 
فاجعلني إذاً من الصابرين
الثابتين 
الذين لا تهزهم رياح عاتية
ولا ظروف..

كائن غير مفهوم : لـ | وليد حمدي اسرائيل

أنا كائن منعزل 
أنا كائن غير مفهوم 
وأظن أنني مصاب بمرض التناقض .

وددتُ لو أستطيع مزاولة مهنة الحب معك ... دون أن نلتقي 
تمنيتُ لو بمقدوري الاصطدام بكتفك 
كأي حادث عابر على الطريق 
ثم أواصل السير .

أعيشُ وحيداً في منزل ما في حي شعبي مُهمَل 
وليست لدي أدنى رغبة بالتفاعل مع أحد 

أجلسُ الآن أمام مرآة
اكل الدخان 
أسكر الظروف 
وأنام ثمِلاً على الكنبة

لكني رأيتك اليوم هنا ، تتفلسفين على قوانين الفيزياء 
فحملتني الى السنيما
صنعتِ لي بيديّ طبق اللازانيا
قرأتِ لي بعينيّ كتاب "لا يستطيع أن يعيش الرجل بلا أنثى"
وقبل رحيلك مجدداً 
جعلتك تهدينني أغنية لداليدا 
" سأعود لأخذك "

وها أنا أنتظر 

كدمية متروكة في قبو
أنا لا أكف عن الانتظار 

بل أنا الانتظار .

أنا مخلوق منزوي 
أنا مخلوق بأمنيات 
وودت لو أكون طبقة أخرى من لحمك
فألتصق بك 
الى الأبد 
الى الأبد !

حقوق الطبع والنشر محفوظة ، لـ مجلة انا وذاتي